جواد الحطاب: بتواريخ ومن دون تواريخ فموضوع الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، قد أحاله الرفض الشعبي إلى أن يتصاغر ليصبح مذكرة تفاهم مشروطة بمواعيد محددة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق.
حسين الصدر (رئيس المجمع السياسي العراقي): وجود القوات الأميركية وبهذه الكثافة، والأوضاع الاستثنائية المرة التي يعيشها الوطن الحبيب من جانب ثاني تجعل العراق الطرف الأضعف.
جواد الحطاب: صدى الشروط العراقية تردد في واشنطن والتي ترى أن انسحابها أوجد ولدى ترحيل قواتها التي يبلغ عددها نحو 150 ألف جندي سيصب في مصلحة الجماعات الإرهابية، تواريخ عراقية مطروحة وتواريخ أميركية بديلة والمفاوضات بين نقطة اللاعودة وبين نقطة الشروع.
هوشيار زيباري (وزير الخارجية العراقي): كانت هناك شكوى بأن الشفافية ضعيفة في هذا المجال، لكن عندما تتفاوض لا تتفاوض عبر شاشات التلفزيون وفي الإعلام لأن كل طرف يحاول أن يحصّل على أكبر قدر من المكاسب اللي تدعم موقفه التفاوضي.
جواد الحطاب: تفويض الأمم المتحدة للوجود العسكري الأجنبي في العراق سينتهي في 31 ديسمبر كانون الأول، أشهر أقل من أصابع اليد الواحدة والترتيبات التي ستنظم الوجود العسكري الأميركي في العراق محكومة بالمصالح والظروف المتحققة على الأرض. جواد الحطاب - لبرنامج من العراق
سهير القيسي: إذاً أبدأ معك دكتور حيدر العبادي عضو الائتلاف العراقي، لماذا هذا التغير والتوجه مع الأميركيين من اتفاقية طويلة الأمد إلى مذكرة تفاهم؟
د. حيدر العبادي: بسم الله الرحمن الرحيم، المذكرة طويلة الأمد لم تكن مطروحة أبداً هناك تفاهم طويل الأمد بس ليس أمنياً، الاتفاق الأمني كان يفترض فيه منذ البداية أن يكون قصير الأمد، أن تكون مدة معروفة ومحسومة مسبقاً، والجانب العراقي حسم الموقف أن لا قواعد دائمة في العراق أو لا وجود أميركي أو لقوات أجنبية على أرض العراقية بعيدة المدى، حسم هذا الموقف منذ فترة طويلة..
سهير القيسي: كان هناك حديث دكتور حيدر على موضوع اتفاقية صوفا اتفاقية التواجد الأمني أو وضع القوات الأميركية، يعني بالحديث عن مذكرة التفاهم نعرف من حضرتك أنه الاتفاق والحديث عن صوفا وكل هذا ألغي وأصبح مذكرة التفاهم هي البديل؟
د. حيدر العبادي: أنا لا أستطيع أن أقول بشكل رسمي بس من خلال اطلاعي، في تصوري أن كل مفاوضات حول صوفا اللي هو ينظم تواجد القوات الأميركية على الأرض العراقية شبيهة بالاتفاقية مع اليابان ومع تركيا ومع كوريا الجنوبية في تصوري أن هذا انتهى، لا يمكن خلال هذه المدة المتبقية أن نتوصل إلى هذا الاتفاق، هناك رؤية عراقية جديدة في هذا الإطار، ونحن شهدنا انتصارات عراقية هائلة على يد السيد رئيس الوزراء في البصرة وفي الموصل وفي ميسان وفي باقي المحافظات، هناك ثقة عراقية جديدة. ونحن منذ عام 2004 قبل الانتخابات عام 2005 سواء كحزب دعوة إسلامية أو كائتلاف عراقي موحد أعلنا بشكل واضح، نريد القوات الأجنبية في العراق أن ننهي وجودها بأسرع وقت ممكن ولكن بالمقابل أن نبني قدراتنا الأمنية..
سهير القيسي: لكن هناك.. دكتور حيدر هناك تحول كبير في موقف الحكومة من موضوع جلاء القوات الأميركية والتواجد الأميركي، يعني مثلاً لم نسمع في وقت سابق من الدكتور موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي يعني تصريحات حازمة بهذا الشكل، يقول أنه نرفض أي اتفاق أو مذكرة تفاهم لا تقضي بجلاء القوات أو جدولة الانسحاب هذه أول مرة، إذن أكو تحول لا ننكر هذا الشيء؟
د. حيدر العبادي: التحول له علاقة بالوضع على الأرض العراقية، وهناك ثقة متزايدة وسليمة من قبل الجانب الأمني والجانب السياسي، إن قواتنا المسلحة قادرة على أن تحمي الأمن العراقي إلى درجة كبيرة، وهذا ثبتت من خلال المعطيات على الأرض العراقية، من خلال عدة محافظات عراقية والآن عندنا عمليات عسكرية مقبلة إن شاء الله خلال الأسبوع القادم في ديالا، ظهر الإرهاب قد كُسر ظهر الميلشيات قد كُسر، وبالتالي.. وهذا حصل بقدرة قواتنا الأمنية، في حين الجانب الأميركي كان غير متفائل في هذا الجانب، بل كان معترض على إجراءات الحكومة العراقية في الجانب الأمني.
سهير القيسي: لكنه كان يساند القوات العراقية في عملياتها مثلاً ضد الجماعات المسلحة مؤخراً في مدينة الصدر وأماكن أخرى كانت موجودة القوات الأميركية كانت تساند القوات العراقية؟
د. حيدر العبادي: كانت مساندة مو هي الأصل، لم تقم.. في عمليات سابقة كانت القوات الأميركية هي الأصل في العملية والجانب العراقي كان جانب تابع، في هذه العمليات انقلب الأمر أصبح الجانب الأميركي جانب مساند جواً فقط وليس على مستوى الأرض، أكثر العمليات الأرضية الآن في العمارة لا وجود للجانب الأميركي أصلاً